نرى الكثير من التخبط عند الطلاب بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية; فهم يواجهون الكثير من الضغوطات ويقعون في أسر الحيرة في كثير من أمورهم ، ,ولاسيما إذا افتقدوا من يرشدهم إلى درب الصواب لذا نحاول في قسم الدعم الفني بجامعة السعيد أن نضع بعض النصائح التي نتمنى أن تجد فيها مايفيد الطالب المنخرط و يرشده إلى الطريق الأنسب .
1- لا تبحث عن أعذار تحبطك
غالبا ما يجد الطالب/ة كثيراً من الأعذار ليعلق عليها أخطاءه وتبريراته التي لا يخدع بها إلا نفسه ، مهما كانت الظروف سيئة فيمكنك أن تثبت جدارتك بتجاوزها إذا ما بذلت مزيداً من الجهد الذي ستنساه وتنسى معه كل التعب إذا ما رأيت التحسن الواضح في مستواك ، قد تواجهك بالفعل ظروف قاهرة لا تستطيع تجاوزها ، حينها لا تيأس ولا تنظر للماضي أبداً حتى لا يؤثر سلبا على همّتك ، بل حاول التعويض قدر الإمكان .
ضعف التحصيل الدراسي في مراحل التعليم الأساسي والثانوي لا يعني بالضرورة وجود خلل في تفكير الطالب أو ذكاءه كما أن التعليم العالي في الجامعات لا يعني زيادة خارقة في الذكاء ، كيف إن علم أن الكثير من الناس تتغير أحوالهم تماماً في المرحلة الجامعية إما للأحسن أو الأسوأ; فهناك من يتفوق في مقرر كانت تشكل له عقدة أيام دراسته الاساسية أو الثانوية , وفي المقابل ، كثيرون من أصحاب المعدلات العالية لم يستطيعوا تجاوز السنة الجامعية الأولى !!
لذا فان محور النجاح بعد توفيق الله هي إرادتك فقط.
2- لا تصدق كل ما يقال
“هذا التخصص ماله أي مستقبل” ، “الدكاترة حسودين ويحبون التعقيد” ، “هذه الجامعة أحسن من تلك” . العبارات المطلقة وغير الدقيقة تعتبر معلومات ناقصة وغير مجدية ، بعد تخرجك من الثانوية سترى أن من حولك أصبحوا – فجأة – من الخبراء في تقييم الجامعات والتخصصات والمستقبل الوظيفي ! لا تصدق كل ما يقال ، وضع هذه النقاط دائماً في الحسبان عند تقييم أي شيء يتعلق بمستقبلك :
الأمور تتغير ولا تثبت :
فقد يطرح لك أحدهم تجربته السيئة في التخصص الفلاني في الجامعة الفلانية قبل عشرين سنة -على سبيل المثال- ، هذا لا يعني أن الأمور هي نفسها كما كانت سابقاً ، فالأمور تتغير باختلاف الظروف ، وقد تتغير الأمور تغيّراً جذرياً بين عام وآخر .
فرّق بين وجهات النظر والأمور الملموسة:
فالأمور القائمة على الإحصائيات والدراسات التي أدت الى نتائج ملموسه أعظم أثراً و أكثر دقة من آراء الأفراد الذين يرون الشيء من وجهة نظرهم القاصرة ، وما يعجبك أنت قد لا يعجب غيرك .
الكمال لله سبحانه:
فلا تظن أنك ستدخل جامعة خالية من العيوب أو الأخطاء ، ولا تعتقد أن الضعف في إحدى المجالات يعني بالضرورة الضعف في جميع المجالات ، قد تكون إحدى الجامعات متميزة في تخصصات معينة دون الأخرى ، وقد يتفوق الطالب في بعض القرارات الدراسية ويخفق في أخرى .
3- أنت هو أنت
عليك أن تبدأ من خلال رغباتك الداخلية ولا تجعل من حولك حددون مساراتك ، واعلم أنهم لن يدرسوا نيابة عنك ولن يختبروا نيابة عنك ولن يعيشوا مستقبلك بالنيابة عنك ، قد تواجهك بعض الضغوط للدخول إلى مجال الطب – مثلاً – عندما يكون معدلك في الثانوية عالٍ ، إذا لم تكن ترغب في الطب أو كنت تفضل تخصصا آخر وتحبه – كالهندسة مثلاً – فلا تستسلم للضغوطات ، لأن أغلب من يمارس هذه الضغوطات سيهدأ وينساك إذا بدأت في دراسة التخصص الذي اخترته لنفسك ، أنت المسئول عن نفسك منذ هذه اللحظة ، فكر مليّاً في هذا الأمر .
4- استشر واستخر
لا تكن مندفعاً و حاول أن لا تخطو أي خطوة إلا بعد أن تستشير مختصاً في المجال الذي تريد المشورة حوله فأكبر خطأ يمكن أن يقع فيه الطالب هو أن يختار تخصصاً لأن صديق عمره اختار ذلك التخصص! إذا كان لك أخ أو جار أو قريب يدرس في تخصص تفكر فيه – مثلاً – فتواصل معه في هذا الأمر وحاول أن تستفيد من خبرته ، اسأل واسأل و اسأل حتى تشعر بالقناعة والاكتفاء الذاتي وتحاشى أن تستشير من ليس له علاقة بالموضوع حتى لا يحشو رأسك بالمعلومات المغلوطة ، واحذر كذلك من الشخص الذي يعمل مسوّقاً لتخصصه وكلّيته ! ولا تنس أن تسأل ربك – قبل كل شيء – أن يكتب لك الخير في كل خطوة تخطوها فتضرع إليه وصل صلاة الاستخارة حتى يكتب لك الخير ويجعل التوفيق حليفك .
ومن الجيد أيضاً أن تستعين بالكتب والمراجع التي سترشدك في اختيار تخصصك فهناك العديد من المواقع والاختبارات والمقالات التي تعينك على ذلك ، كما ان جامعة السعيد تقيم دورات تحديد الميول في العطل الصيفية لغرض إرشاد خريجي الثانوية عن المجالات الأنسب لهم وفقا لامكاناتهم الأكاديمية والذهنية وغيرها.
5- لا تستسلم للضغوط ما دمت حيّاً!
قد تواجهك بعض المشكلات في دراستك أو حياتك العملية ، وقد تكتشف بعد تخرجك أن الفرص الوظيفية نادرة أو شبه معدومة أو أن مستواك غير مقبول من قبل أصحاب الوظائف ، لا تستسلم فليست هذه النهاية ! يمكنك أن تكمل دراستك في مجالك أو في أي مجال آخر تود الخوض فيه !
6- حاجات سوق العمل ليست ثابتة
دائما ما تتغير احتياجات سوق العمل بمرور الزمن؛ فمثلا اسأل والدك ما هي أفضل 5 تخصصات كانت مطلوبة عند دراسته الجامعية وقارنها بما هو مطلوب هذه الايام؛ سنجد هناك فرقاً شاسعاً.
7- اِرضَ بقضاء الله وقدره
حتماً ستواجك بعض المشكلات ، وتتصدى لك بعض الحواجز والعقبات ، ربما لا يكتب الله لك القبول في التخصص الذي تريده ، حينها تذكر أن ما حدث كان بقضاء من الله وقدره ليختبرك ، أو يدفع عنك شراً لا تعلمه واستعن دائما بالآية الكريمة (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم) ، فهو أعلم بك وبما ينفعك ، فلا تجزع ولا تقل “لو أني فعلت كذا لكان كذا” بل قل : “اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها”.
8- كن ذكيّا في تقديمك
بعد أن تحدد رغباتك يتبقى عليك أن تنتظر موعد اختبارات المفاضلة حتى تتقدم بطلب التخصصات ، يفضل أن تكون مستعداً قبل موعد الاختبار بفترة ، عندما تشرع بالتقديم على جامعة معينة سيتوجب عليك أن ترتب التخصصات حسب الأولوية ، حينها كن ذكيّا وابدأ بالتخصصات التي حددتها لنفسك ثم التخصصات التي تتوقع أنها تناسبك في أضيق الأحوال ، إذا كان معدلك لا يضمن لك دخول التخصص الذي تريده
9- لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبِرا
لا تعتقد أن دربك مفروش بالورود ! الوصول إلى القمة يحتاج إلى الصبر والمثابرة ، متابعة الدروس أولاً بأول وحل المسائل و الاطلاع على المراجع والكتب و الشروحات على الإنترنت يجعل منك طالباً متميزاً ومتفوقاً و بهذا تفرض لنفسك التقدير والاحترام من قبل الطلاب والمعلمين .
10- اجعل هواياتك جزءًا من مستقبلك
ليس شرطاً أن يكون التخصص جزءاً من هواياتك ، لكنك تستطيع أن توظف هواياتك لكي تعينك في صياغة مستقبلك ، فإذا كنت تدرس إدارة الأعمال وتحب البرمجة – مثلاً – فتستطيع أن تدمج بين تخصصك وهوايتك لتخرج بمزيج رائع مليء بالخبرة والحماس و الابتكار الذي يؤهلك لمستقبل أفضل من كثير من أقرانك الذين تخرجوا معك ، وتذكر دائماً أن الجامعة ليست المنبع الوحيد للعلم .
اخيرا نحن في جامعة السعيد نتمنى لك التوفيق والسداد.